تقارير

الأبيّض .. مع ارتفاع وتيرة المعارك العسكرية الكوليرا تفتك بالسكّان

الأبيض - تقرير - عمر الفكي

وصل إلى مدينة الأبيّض خلال الفترة الماضية آلاف من الفارّين من عدة مُدن منها النهود، الإضَية، لقاوة، الفولة، بابنوسة، والخِوَي، والدبيبات والحمّادي وكازْقيل وبارا والبان جديد بجانب عشرات القرى نتيجة لارتفاع وتيرة المعارك العسكرية بولايات شمال كردفان وغربها وجنوبها. 

واضطرت آلاف الأسر إلى النزوح نحو مدينة الأبيّض العاصمة التاريخية للإقليم، واستقرت في مراكز إيواء مؤقتة تفتقر إلى التجهيزات الضرورية مثل مياه الشرب ودورات المياه والعيادات الطبية.

 

ظروف قاسية 

ويعيش النازحون ظروفاً قاسية في ظل عدم توفر المواد الغذائية وارتفاع الأسعار وتفشّي الكوليرا بينهم.

وارتفعت الإصابات بالكوليرا في مدينة الأبيض خلال مايو ويونيو وفقاً لعدد من الأطباء، وقال عبد الرحيم إبراهيم من مستشفى الأبيض الحكومي، إن الإصابات في حالة تزايد مستمر؛ وبلغ أعداد الإصابات ما بين “30” إلى “40” حالة يومياً، وهو فوق السعة السريرية للمستشفى الذي يتسع لمائة سرير فقط. 

مؤكداً أن السلطات الصحية تبذل جهوداً كبيرة من أجل توفير الرعاية الضرورية لمرضى الكوليرا في ظل تزايد أعداد النازحين إلى المدينة من عدة جهات.

 

حالات وفاة 

في ذات السياق يقول مصدر طبي آخر بوزارة الصحة ولاية شمال كردفان لمنصة (مشاوير) ، إن السلطات الصحية لجأت لنقل المرضى إلى خارج المستشفى ووضعتهم في عدة خيام وعنابر خارجية لأن المستشفى امتلأ على سعته بمرضى الكوليرا. 

وأخبر المصدر الذي لا يريد كشف هويته، أن أعداد الوفيات اليومي يتراوح ما بين 7 إلى “18” حالة وفاة، وهو ما ضاعف من أعباء الجهات الصحية التي تعاني من ضعف في الإمكانيات والمعينات.

ومع ارتفاع المخاوف بزيادة تفشي الكوليرا يجابه النازحون في مراكز الإيواء أوضاعاً شديدة التعقيد تتمثل في نقص المواد الغذائية ومياه الشرب. 

 

أزمة الغذاء 

يقول سعد حسن أحد النازحين من الإضية لمنصة (مشاوير) : إن المواد الغذائية التي تُوزَّع على النازحين لا تكفي نصفهم، وبسبب قلة دورات المياه يقضي النازحون حاجتهم في العراء، ما يهدد بكارثة صحية خطيرة في ظل انتشار الكوليرا بالمدينة.

ويضيف سعد أن الطعام يقدم عبر التكايا الخيرية لكنه غير كافٍ لكل النازحين الذين تتزايد أعدادهم يومياً جراء المعارك المستمرة بين الطرفين، وحتى بعد مرور شهرين على احتدام المعارك بالإقليم لم يتيسر حصر النازحين بين القرى والمُدن لسرعة تبادل المواقع بين طرفي الحرب.

 

أزمات وعجز 

ويقول مصدر بمفوضية العون الإنساني بحكومة شمال كردفان لمنصة (مشاوير) إن “عدد الأسر التي وصلت إلى المدينة من عدة مناطق يُقدر بحوالي “370” ألف أسرة، استقر بعضها مع معارفها في أحياء المدينة، ويعيش بعضها في مخيمات مؤقتة تحت ظروف بالغة القسوة مع عجز مفوضية العون الإنساني عن تلبية احتياجاتهم.

وأضاف المصدر السابق الذي فضل عدم كشف هويته، أن المخيمات المؤقتة التي يعيش فيها النازحون تنعدم فيها مقومات الحياة، إذ تشترك عشرات الأسر في دورة مياه واحدة لقضاء الحاجة، بينما تفترش النساء والأطفال الأرض لعجز مفوضية العون الإنساني عن توفير أغطية ومفارش وخيام لآلاف النازحين الذين وصلوا إلى المدينة من عشرات المُدن والقرى التي امتدت إليها الحرب.

وتابع المصدر السابق بمفوضية العون الإنساني أن النازحين يعيشون أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة داخل المخيمات في ظل نقص حاد في المواد الغذائية، ومواد النظافة، والمعينات الطبية مع انتشار وباء الكوليرا على نطاق واسع في المدينة.

ووفقاً للمصدر الطبي السابق، فإن الجهات الصحية تتوقع ارتفاع الإصابة بالكوليرا وتفاقم حالة الجوع بين النازحين الذين قدموا إلى مدينة الأبيض من عدة جهات مع بداية موسم هطول الأمطار الذي يُنتظر أن يبدأ بنهاية يونيو.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى