منوعات

من فولكلور المدينة.. أغنية مريا وأسطورة الإله بروميثيوس

مشاوير - د. سلوى المشلي

تناولت من قبل اغنية المدينة التي اقصد بها الاغنية التي تستخدم آلات موسيقية حديثة، والتي تأثرت إيقاعاتها فأخذت بعضها إيقاعاتها من ايقاعات رقصات شعبية محلية وان بعدت مسافاتها من المدينة، و أيضا تأثيرها بايقاعات أخرى من ثقافات أخرى أجنبية استخدمت في الاغاني التقليدية للبنات كما في إيقاع السامبا البرازايلي الافريقي الأصل. 

في هذا المنشور نتناول اغنية (مريا) للفنان حمد الريح، والشاعر صلاح أحمد إبراهيم.

شعر الأغنية صيغ على قصة الاسطورة اليونانية للإله بروميثيوس إله النور والمعرفة .

نبذة عن شاعر اغنية مريا:

صلاح أحمد إبراهيم من مواليد مدينة ام درمان ١٩٢٣م عمل أستاذا في جامعة أوكرانيا ثم التحق بالسلك الدبلوماسي، كتب لعده صحف ومجلات تصدر بفرنسا

و له عدة دواوين منها (غابة الأبنوس) ، واهم مافي سيرته أنه وظف الأسطورة الاغريقية في شعره باستخدام اسماء ابطالها في حبكتها .

مناسبة مريا:

مريّا فتاة ألتقاها الشاعر في مدينة صوفيا وكانت ممثلة لاتحاد النسائي اليوناني فاعجبته، وذلك في مهرجان الشباب الاشتراكي ١٩٥٨م وكان ممثلاً لاتحاد الشباب السوداني.

أخذ الفنان حمد الريح بعض ابيات منها وتغنى بها، مقتطفات من قصيدة مريّا:

              ليت لي يا مريا إزميل (فدياس) وروحاً عبقرية

              كنته أبدعتك يا (ربة) الحسن بيدي

تمنى الشاعر ان يكون له إزميل النحات و الرسام و المهندس المعماري فدياس اليوناني الذي صنع تماثيل لبعض الآلهة اليونانية، فهي في نظرة (ربة الحسن ) أي آلهة الجمال التي تستحق تمثالاً يجسد بيديه أنوثتها.

ويستمر: 

      ليتني كنته في قمة (الأولمب) جالس

وحولي العرائس أحتسي خمرة (باخوس) النقية

كما تمنى ان يجلس في قمة الأولمب (Mount Olympus) و هو جبل مقدس في الميثولوجيا الاغريقية القديمة، وحوله الحسناوات يحتسي خمرة باخوس( إله الخمر عندهم وأحد الآلهة الإثناعشر) ، و ملهم طقوس الإبتهاج و النشوة، ففي الجبل تقام احتفالات السماء عندما يستدعي الإله زيوس (كبير الآلهة الأولمبية) الآلهه للحضور في قمته. 

ويستمر؛ 

        و بصدرنا (بروميثيوس) في الصخرة مشدود يتعذب

                فيحسم الف نار و الف عقرب

وتقول الاسطورة ان: ” الإله زيوس يرى ان النور و المعرفة خاصة بالآلهه لا يستحق أن يتزود بها الكائنات الأخرى، ولكن الإله بروميثيوس ضحى بحياته ليحميهم و رمى بنفسه في النار ليجلب لهم شعلة العلم والمعرفة من جبل الأولمب، فأصبح رمزاً لشعلة النور و المعرفة، ولكن الإله زيوس طلب منه التوقف و صمم الإله بروميثيوس فثار عليه و عاقبه عقاب أبدياً بأن تربط يديه بسلاسل ثم أطلق نسراً متوحشاً ليلتهم كبده في النهار لينمو من جديد في الليل وتستمر السنوات هو يتعذب هكذا”.(Albayan) 

وتستمر القصيدة:

         انا من أفريقيا صحرائها الكبرى وخط الإستواء

         شحنتيني بالجرارات الشموس و شويتيني

                كالقرابين على نيران المجوس

الشاعر من أفريقيا الحارة ارض الشموس، ارض خط الإستواء و مريا من أرض الأولمب الباردة، قد شوته بحبها كما تشوى القرابين في نيران المجوس.

وتستمر القصيدة؛

              وغداً تنفخ في أشرعتي أنفاس فرقة

             و انا ازداد نأيا مثل يوليوس في الأعماق فرقة

غداً يغادر و يسافر و يفترقا كما افترق القائد يويوس قيصر الروماني من حبيبته الملكة المصرية كليوباترا و الذي قال عند موته المقولة التي صارت حكمة؛ “حتى انت يا بروتوس فليمت قيصر إذاً”.

هذه مقتطفات من كلمات لشاعر شفيف تمثل الثقافة اليونانية لمحبوبته في قصيدته، ولقد توفق الفنان حمد الريح في اختيارها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى