رياضة

المصارعة السودانية والرجبي: قواسم وعوامل مشتركة تُعبّر عن روح الهُوية والصلابة

مشاوير - النذير أبوجنة

رغم تباعد الأصول التاريخية والانتشار الجغرافي بين رياضتي المصارعة السودانية والرّجبي، إلا أن هناك قواسم وعوامل مشتركة تجمع بينهما، تُبرز ملامح الهوية السودانية في الصلابة، الفخر، والانضباط، وتؤكد على أهمية بناء نموذج رياضي يرتكز على الموروث المحلي ويواكب المعايير العالمية.

المصارعة السودانية

أولًا: القوة البدنية وروح التحدي

تُعد القوة البدنية عنصراً مركزياً في كلتا الرياضتين. فالمصارعة السودانية، خاصة في مناطق جبال النوبة ودارفور، تقوم على إبراز التفوق الجسدي في إطار من التقدير والاحترام، وكذلك الرجبي، الذي يتطلب لياقة بدنية عالية، وصلابة في الاحتكاك، وتحملًا شديدًا للضغط الجسدي والنفسي. كلاهما يصنع رياضيًا قويًا ومقاتلًا بالفطرة.

منتخب السودان للرجبي

ثانيًا: الانتماء الجماعي والهوية

في المصارعة، لا يمثل المصارع نفسه فقط، بل هو سفير عشيرته أو قبيلته، يُنافس بروح جماعية، وتحفّه زغاريد النساء وهتافات المجتمع. كذلك الرجبي يعتمد على روح الفريق والانتماء للراية، سواء كانت ناديًا أو منتخبًا، مما يُعزز قيم الولاء والانضباط.

المصارعة السودانية

ثالثًا: الرمزية الثقافية

كل من المصارعة والرجبي يحمل بعدًا ثقافيًا. المصارعة موروث قديم يُعبّر عن طقوس اجتماعية وموسمية، أما الرجبي، فقد بدأ يأخذ طابعًا رمزيًا في المناطق الهامشية، حيث يرى فيه الشباب مساحة للتمثيل والاعتراف بهم على المستوى الوطني والدولي، بما يتجاوز التهميش الجغرافي والثقافي.

رابعًا: الحاجة للتنظيم والدعم المؤسسي

كلتا الرياضتين تحتاجان إلى تأطير إداري وتنظيمي أفضل. فالمصارعة ما زالت تقف في كثير من الحالات عند حدود الفلكلور، بينما الرجبي رغم الاعتراف به ، لا يزال يبحث عن الدعم المالي والإعلامي والرعاية المستدامة.

ستاد الحاج يوسف للمصارعة

خامسًا: إمكانيات الدمج والتكامل

بناءً على هذا التشابه، يمكن تطوير مناهج تدريبية وتربوية تستلهم من روح المصارعة السودانية في تأهيل لاعبي الرجبي، من حيث التحمل، الثبات، والتوازن، مع الاستفادة من أدوات الرجبي في تطوير بنية الرياضة المحلية وتنظيمها وفق المعايير الدولية

المصارعة السودانية

خُلاصة

إن فهم القواسم المشتركة بين المصارعة والرجبي لا يُعيد فقط الاعتبار لموروثنا الثقافي، بل يفتح الباب نحو هوية رياضية سودانية متصالحة مع جذورها ومنفتحة على العالم. فبين ساحة المصارعة وميدان الرجبي، هناك قصة شعب يحب الصمود، يحتفي بالجسد، ويسعى لتثبيت ذاته على خارطة الرياضة العالمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى