
في القضايا العامة، أحاول َ دائماً أن أسقط رأيي الشخصي، وإن كان ذلك الرأي نفسه لا يخرج من فراغ ـ فهو نتاج مسببات منطقية، عموماً في العادة في مثل هذه القضايا، أطرح رأيي الشخصي وأعلن عنه، ولكن لا أظل متمترساً حوله إلى أن تقوم الساعة، ولا استغل العثرات بعد ذلك لأثبت وجهة نظري، كما إنِّي يمكن أن أغيِّر رأيي الشخصي إذا ثبت لي عكس ذلك، وقد كان رأيي سلبياً في فلوران وكنت معترضاً على التعاقد معه، لكن بعد ذلك كنت من أكثر الداعمين والمتحمسين له، قناعةً وإيماناً به.
قد يكون رأيك غير صائب، لكن في النهاية أنت قادرٌ على أن تجادل برأيك هذا وتثبته (نظرياً)، وللآخرين الحق في أن يروا غير ذلك.
مع القناعة التامة أنّ الرأي إذا لم يكن صحيحاً كلياً، فهو لا بـد أن يكون فيه جانبٌ أو جزءٌ صحيحٌ، المطلق في الآراء غير موجود، لذلك لا نسقط الآراء التي نختلف معها، وأكيد من يدعون إلى ريجيكامب لديهم منطقهم وقناعاتهم به، وهم أيضاً أكيد لم تخرج قناعاتهم من فراغ ـ لذلك يبقى الود ـ والهدف عند الجميع هو مصلحة الهلال، ما في زول عنده مصلحة شخصية في الحالتين، من هم ضده ومن هم معه.
المدرب الروماني لاورينتو أوريليان ريجيكامب، قناعتي الشخصية به ضعيفة، ولست متفائلاً بنجاحه مع الهلال، والتفاؤل أيضاً لا يخرج من فَـراغٍ، ليس لدينا معه مشكلة شخصية، غير إنِّي في مثل هذه الأمور أنظر دائماً لشخصية المدرب وليس للطريقة الفنية التي يلعب بها ـ الطرق الفنية مُتعدِّدة، ويمكن أن تتحقِّق البطولات والانتصارات بطريقة غير جيدة وغير متفق عليها ولكل شيخ طريقته، الاختلاف في الطرق الفنية مشروعٌ والتعدد فيها طبيعيٌّ، المهم عندي في المدرب شخصيته، وهي التي تنجّح طريقته الفنية أو تفشلها وليس العكس، إذا كنت مدرباً تمتلك شخصية قوية ومثالية ومحترمة ومتزنة يمكن أن تنجح بأية طريقة فنية تختارها، وإن كانت شخصيتك مُهتزّة، فإنّك لو لعبت بطريقة (سحرية) فلن تحقِّق شيئاً.
المدرب شخصية.
بشكل عام، أنا لا أستطيع أن استبعد العنصر الأخلاقي في كل وظيفة، فكيف إن كان ذلك في وظيفة عامة وفي منصب المدير الفني للهلال وهو منصبٌ عرضةٌ للضغوط والانتقادات وتحت الأضواء بصورة مستمرة.
أهم صفة في مدرب الهلال القادم في ظروفنا تلك، هي أن يكون مدرباً (مستقراً) وغير متقلب، مدرباً ليس رحالة، وقادراً على التعامل مع كل الضغوط، وكل هذه المواصفات يفتقدها المدرب المنتظر الروماني ريجيكامب، بل هو يملك عكس هذه الصفات، وفي سيرته أنه مع أكثر من فريق لم يستمر أكثر من 4 أشهر ـ تكرّر هذا مع ثلاثة أو أربعة أندية، إذا كان هذا هو طابع ريجيكامب في بلاد مستقرة وفي أندية مُنعّمة في الخليج، وعندها إمكانيات كبيرة، كيف يكون الحال في بلاد تعاني من الحرب، وهي قبل ذلك، الأوضاع فيها كانت صعبة وشاقة على مدرب أفريقي مُتعوِّد على مثل هذه الظروف، فكيف يكون الحال مع مدرب أوروبي، تجاربه أغلبها في دول خليجية.
فلوران نجح مع الهلال واستمر كل هذه الفترة، لأنه جاء من بلاد تعاني أمنياً وتعيش بين الفينة والأخرى في حروب أهلية، وإن كان فلوران يمتلك الجنسية الفرنسية وتعيش أسرته في فرنسا، لكن إحساسه بالأزمة السودانية كان كبيراً.
اهتزازات ريجيكامب الشخصية عندي أيضاً تتجسّد في خلافاته مع اللاعبين سوف نأتي لذكر ذلك تفصيلاً، إلى جانب خلافاته مع زوجته عارضة الأزياء التي كانت تتدخّل في عمله ثم وصلت معه للمحاكم بعد ذلك، كان يمكن أن نتجاوز هذا القطة لولا أن زوجته كانت وكيلته، وقد كانت تتدخّـل في عمله وتسبّبت له في كثير من المشاكل، مما يؤكد أنّ شخصيته ضعيفة ـ القراءة لشخصية بهذه المواصفات تؤكد أن هذا المدرب يمكن أن يدخل غرفة ملابس لاعبين مدرباً للهلال ويخرج منها مُقالاً.
بصورة عامة، أنا لست ضد الشخصية الحادة، لأنّ حدتها يمكن أن تكون دلالة قوة الشخصية وهو صفة مهمة جداً في المدرب، لكن ضد الشخصية الحادة المتقلبة أو المتعصبة، خَاصّـةً في ظروف مثل ظروف السودان.
ضد الشخصية الحادة والضعيفة، وهذا ما نجح المدرب الروماني في الجمع بينه.. حِـدّة وضعف.
عندما تعاقد الهلال مع فلوران، كان من بين اعتراضاتي على التعاقد معه، هو أنه مدرب مثالي أكثر من اللازم، وأنه مدرب (بارد) في المنطقة الفنية، وكنت أرى أنّ انفعالية المدرب وصوته العالي أمرٌ لا بد منه في السودان لفرض شخصيته وهيبته، ولكن بعد ذلك وجدت أنّ فلوران وصل لذلك بشخصيته المثالية وبنفسه الهادئ، فزالت أسباب اعتراضي عليه.
نحنُ في حاجة إلى مدرب يعرف متى يقسو ومتى يلين، متى يضحك ومتى يغضب، متى يرفع صوته ومتى يضم اللاعبين إليهم فيناجيهم عندما يحدثهم عن مشاكلهم أو عندما يحدثونه عن أزماتهم.
المدرب الروماني ريجيكامب في مسيرته التدريبية حقّق نجاحات فارقة، ولكنه فَشل في عدد من المحطات بصورة فارقة أيضاً، ولكن قيادته لأندية كبيرة في بلاده وقيادته لأكبر الأندية الآسيوية الهلال السعودي وقيادته لأحد أكبر الأندية الأفريقية الترجي التونسي، وإن لم تكمل تجربته مع الهلال السعودي العام ولم تكمل تجربته مع الترجي التونسي ستة أشهر، إلّا أنّ مجرد اختياره لتلك الأندية يؤكد أنه مدربٌ كبيرٌ.. فنياً هو يبدو كذلك، ولكن الخلاف كما أشرت على شخصيته.
إرم نيوز في تقرير عنه جاء فيه: (العنوان الأبرز في رحلة ريجيكامب يتمثل في المشاكل التي عاشها المدرب الروماني بسبب زوجته السابقة المثيرة للجدل..؟ وارتبط ريجيكامب بعارضة الأزياء الرومانية آنا ماريا والتي تعمل أيضاً كوكيلة لاعبين وأثارت العديد من الأزمات في وجه المدرب خلال رحلته التدريبية قبل أن تظهر أنباء حول انفصال الثنائي). الحمدلله إنها إنفصلت عنه.
أما لاعب الهلال السعودي محمد البريك، فقد ذكر أنه لم يأخذ فرصته حتى في التدريبات ويعتمد فقط على 16 لاعباً، وإن تعامله مع اللاعبين لم يكن محترماً.
هذا التقرير توقّف عنده الزميل مصطفى عيدروس الذي أبدى صراحةً، تخوفه من التعاقد مع هذا المدرب، وقد حاولت أن استطلع رأي بعض الزملاء حتى لا أحكم عليه من زاوية واحدة.
مصطفى عيدروس حدثني عنه قائلاً: (ريجيكامب درّب الفرق العربية أكثر في منطقة الخليج والتي تختلف تماماً عن أندية أفريقيا، فبرغم أنه درّب الهلال السعودي ووصل معه لنهائي آسيا، إلّا أنه لم يترك بصمته في صعيد التطوير الفني العام، ودرّب كذلك أندية الطائي والأهلي جدة، وفي الإمارات العين والوصل والوحدة ولم يترك أي بصمة، بل إنّ فهد عبد الرحمن لاعب الوصل السابق انتقده بشدة، وقال إنّـه مدرب متخصص في طهي الطعام للاعبين في المعسكرات، كما انتقده من قبل محمد البريك لاعب الهلال، وأكد أنّـه سيئ العلاقات مع اللاعبين ويعتمد على مجموعة محدودة، كما أنّ تجربته في الترجي التونسي لم تستمر أكثر من 6 أشهر غادر بعدها لسوء النتائج).
مدرب متخصص في طهي الطعام مع الحرب دي بعمل لينا مشكلة.. البلد كلها بتأكل عدس وبتشرب مويه فول!!
الله يستر.
وأسوأ ما في المدرب هو أن يعتمد على عدد محدود من اللاعبين ، إذا فعل هذا الامر في الهلال سوف نكون ضده في إي خطوة يخطوه.
وحتى لا اتهم بأني أروِّج للآراء السلبية فقط، فإنّ الزميل الطاهر صالح كان له رأي آخر ـ وهو رأيٌ يُحترم رغم إني اتفق مع عيدروس.
يقول صالح: (يعتبر لورينت ريجيكامب مدرباً ذا سمعة واسعة في الساحة الكروية، خصوصًا في منطقتي الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. وُلد في 19 سبتمبر 1975، وبدأ مسيرته كلاعب وسط، قبل أن ينتقل إلى عالم التدريب، حيث سطع اسمه سريعًا بفضل أسلوبه التكتيكي المميز وقدرته على فرض الانضباط داخل غرف الملابس. عرف ريجيكامب طريقه إلى النجاح عبر بوابة التدريب في أندية كبيرة، حيث تولى سابقًا الإشراف الفني على أندية مثل الهلال السعودي، الوصل الإماراتي، الوحدة الإماراتي، وستيوا بوخارست الروماني، بالإضافة إلى فترة مهمة مع الترجي التونسي.
وخلال تجاربه المختلفة، أثبت المدرب الروماني أنه يمتلك فلسفة هجومية واضحة، مع تركيز خاص على التوازن الدفاعي، واللعب الضاغط، والاستحواذ الإيجابي. ما يميز ريجيكامب أيضًا هو شخصيته الصارمة وقوة حضوره القيادي، حيث يُعرف بانضباطه الشديد وحرصه على التفاصيل داخل وخارج الملعب. كما يتمتّع بخبرة واسعة في البطولات القارية، سواء في دوري أبطال آسيا أو دوري أبطال أفريقيا أو المسابقات الأوروبية، مما يجعله خيارًا جذابًا للأندية التي تسعى للمنافسة على الألقاب.
يميل ريجيكامب إلى بناء فريق متماسك وقادر على تنفيذ أفكاره الخططية بدقة، ويُفضّل الاعتماد على لاعبين ذوي عقلية احترافية، كما لا يتردّد في منح الفرص للعناصر الشابة إذا أثبتت جدارتها. وفقاً لمتابعتي له لفترات محدودة إنه مدرب لا يرضى بأنصاف الحلول، ويُطالب دومًا بالعمل الجاد من طاقمه الفني ولاعبيه، ما يجعله من الأسماء المرغوبة لدى الأندية الطموحة الباحثة عن النجاح المحلي والخارجي).
رأي الطاهر صالح أكيد فيه إشراقات كبيرة ومبشرة بهذا المدرب.
أما الزميل محمد الجزولي فقد قال عنه (والله مدرب عنده اسم وخبرة في أفريقيا درب الترجي التونسي في آخر تجربة، في الظرف الراهن خيار مناسب جداً وعنده رغبة ليدرب الهلال، النقطة السلبية عدم الاستقرار، ترك الهلال السعودي بعد 9 أشهر، والطائي بعد 6 أشهر والترجي التونسي بعد 4 أشهر، المهم انه لديه معرفة بالهلال).
الزميل بابكر مختار يستبشر به ويرى أن نسبة نجاحه كبيرة مع الهلال، وأن أهم ما يميزه شجاعته وأسلوبه الهجومي وأنه مدرب مغامر وما بخاف.
الدكتور علي عصام أيضاً من المستبشرين به وهو توقف عنده في عدد من النقاط:
درّب سيوا بوخارست الروماني و هو أحد أندية المقدمة في بلده وشال معاهم الدوري مرتين والكأس مرّة والسوبر مرتين.
وأضاف عصام: دا يدل على إنهُ مدرب كبير، وصل مع الهلال السعودي لنهائي أبطال آسيا.
وأهم ما ذكره علي عصام عن هذا المدرب هو قوله: اختاروه المدرب العام في رومانيا موسمين على التوالي، ودي نقطة إيجابية جداً، وذكر علي عصام أنه في الترجي مثلاً، قدم نتائج جيدة جيداً ومع ذلك تمت إقالته بعد التعادل مع أحد أندية الوسط في الدوري
وأضاف: تصدر مجموعة فيها بيراميدز البطل وساغرادا الأنغولي ودجوليبا المالي، خسر فيها من بيراميدز فقط بعد أن كان متقدماً.
وهنا لا بـد أن نقول، إنّ غالبية الآراء عنه بصورة عامة جيدة، رغم النقاط السوداء التي ذكرناها عنه.
وإن كنت أرى أننا دائماً نحتفي بالجديد، ويبدو واضحاً أن هنالك خلافاً حول هذا المدرب، عكس فلوران الذي عندما تعاقد معه الهلال كان متفقاً عليه، وهنا أقول إنّ هذا المدرب إذا تعثّر أو تعرّض لخسارة أو أحدث أزمة عابرة سوف يتعرّض لهجوم وانتقاد كبير، لأنّ رصيده غير كاف، والانطباعات السائدة عنه حتى من الذين يدعمونه هو أنه مدربٌ غير مستقر.
مدرب الفريق صاحب المشروع لا بـد أن يكون مستقراً ونَفَسُه طويلٌ وعلاقته جيدة مع اللاعبين وعنده فلسفة في التدريب وفلسفة في الحياة، قادراً على إقناع غيره وإجبار مجلس الإدارة والإعلام والجمهور على الصبر ـ ريجيكامب في نفسه واضح أنّـه يفتقد الصبر.. فكيف يجده من الآخرين؟
الزميل علي عصام حدثه صحفي تونسي تابع تجربته مع الترجي، فقال عنه إنه مدربٌ ممتازٌ وصاحب عقلية هجومية.. ومشكلته حسب الصحفي التونسي إنّـه يهمل الدفاع، وفي فترته مع الترجي سجّل الفريق أهدافاً كثيرة، لكنه أيضاً استقبل أهدافاً كثيرة، وأضاف الصحفي التونسي أنّ الفكر الذي يلعب به هذا المدرب يحتاج إلى لاعبين أصحاب جودة عالية، وعن عيوبه قال الصحفي التونسي إنّه يتأثر بالأجواء التي حوله وإنّ السوشيال ميديا وضغوطها تُؤثر عليه بشكل كبير، وهذه نقطة مُخيفة.
ومعلومٌ أنّ الأجواء في السودان بسبب ظروف الحرب غير جيدة.
عموماً، كنت أتمنى مدرباً بمواصفات أفضل ـ هو فنياً ليست لديه مشكلة، بل يمكن أن يكون الأفضل، لكن واضح أنّ المدرب لديه مشاكل (شخصية) كثيرة، والله يكضب الشينة.
عموماً، نحن يمكن أن نصبر عليه وندعمه، لكن أخشى عليه من الذين يدعمونه الآن، لأنهم سوف يكونوا أول من ينقلبوا عليه!!
إنّ مركب المدرب عندما يفشل، أول من يقفز منها هم الذين بشّـروا به وراهنوا عليه!!
متاريس
أي مدرب عنده أخطاء، كواسي وقع في أكثر من مباراة في أخطاء كثيرة تتمثل في تبديلاته.
أحياناً الفريق عندما يكون منتصراً ـ يحاول المدرب أن يشرك أكبر عدد من اللاعبين ليشركهم في كعكة الانتصار.
أصلو ما كان في داعي للتبديلات.
روفا تُـوِّج نجماً للمباراة، لماذا أخرجه المدرب؟
ويقولوا ليك كواسي أبياه أحسن مدرب!!
بعد أي هزيمة أو تعادل، نتفرّغ في مواقع التواصل الاجتماعي لذبح أحد اللاعبين باعتباره السبب.
يظنون أنّ ذلك هو العلاج، وذلك هو التحليل الفني، يعتبرونها شجاعة منهم.
هجمة شرسة على، الطيب عبد الرازق في خطأ يحدث من أعظم المدافعين.
من ثَمّ، فقد كانت هنالك ثلاث أو أربع فرص لتصحيح هذا الخطأ، ولم يحدث تعديلٌ أو تصحيحٌ.
الخطأ لم يكن خطأً مباشراً، منه والمرمى، كان هنالك عدد من اللاعببن بعد الطيب.
عماد الصيني وهو لاعب عاد للهلال كان سوف يكون مفيداً جداً في هذه البطولة.
اختيارات غريبة للجهاز الفني للاعبين، هنالك عناصر ممتازة لم يتم اختيارها.
استعجب كيف تختار عناصر مصابة، وتفضلها على عناصر جاهزة، كان يمكن أن تكتسب خبرات وتجارب من هذه المشاركة.
ويقولوا ليك الطيب عبد الرازق!!
عاد بحمد الله وفضله الصوت الذي افتقدناه كثيراً ـ عادت إلى تقارير «بي إن سبورت» حيويتها، وحسّها الموسيقي ونبضها اللغوي.
عوداً حميداً حسن عمر خليفة.
ترس أخير:
حتى في الأخطَــاء بنبحـث عن الأسـهـل.