منوعات

ماذا كتبت صحافة ألمانيا والنمسا عن الرواية السودانية “الُغراب الذي أحبني”؟

مشاوير - محمد فضل الله خليل 

وجدت رواية “الغُراب الذي أحبني” الروائي السوداني، عبد العزيز بركة ساكن، صدىً وإهتماماً كبيراً من الإعلام الغربي.

وصدرت الرواية في سبتمبر 2022، عن دار ويلوز هاوس للنشر بجنوب السودان، ويحول فيها بركة ساكن رحلة المهاجرين المميتة إلى كوميديا – عمل تميز بالقدرة والشجاعة.

وتأتي الرواية ضمن سلسلة من الروايات القصيرة التي يكتبها بركة ساكن حول عذابات الهجرة وآلام المهجر والمنفى.

وتناولت الصحف الثقافية الألمانية والنمساوية هذه الرواية التي تتناول قضايا سياسية للغاية. ولكن على عكس رواية “مسيح دارفور”، لا يركز ساكن على ما يحدث في وطنه، بل على أولئك الذين اقتلعتهم هذه الأحداث من جذورهم وشقوا طريقهم إلى الخارج.

وقد يبدو هذا مساراً أدبياً مطروقاً متبعاً، إذ لم يعد ما يسمى بأدب الهجرة الذي يتحدث عن الوصول إلى الشتات والبقاء على قيد الحياة في المهجر مجالاً أدبياً جديداً وقد تم التفريق بينهما بشكل مثير للإعجاب.

وكتبت أندريا بولماير، محررة الأخبار الثقافية بصحيفة كلاينة زايتونق النمساوية: “الغُراب الذي أحبّني” هي قصة مؤثرة ومتعددة الأصوات ومتعددة الطبقات عن التهجير واللجوء والإنفصال عن الجذور”.

وأضاف: “آدم إنجليز هو نوع من الشخصيات المجنونة والمقدسة في آن، إنه أشبه بدون كيشوت، الذي لا يقاتل ضد طواحين الهواء، بل ضد أحجار الرحى من الخوف والارتباك واليأس التي تسحبه إلى أعماق الهاوية”.

وإختتم: “إنجليز يعود إلى غراتس بعد مغامرة عظيمة، حيث يلتقي صدفةً بصديقه القديم النور، الذي كان أكثر حظًا في ملحمة هجرته. لكن إنجليز لا يعرفه، لقد جن جنونه، يعيش ويتحدث فقط مع الغربان”.

أما الصحفيي بيرند ميليشار، بصحيفة فرانكفورت روندشاو الألمانية كتب الآتي: “السرد متعددٌ في مناظيره، حيث يروي عدة أشخاص التقوا بآدم أثناء هروبه ملاحظاتهم”. 

وأضاف: “من خلال الأوصاف التكميلية، حيث تتطور صورة متعددة الأبعاد تثير بوضوح كبير تعاطفاً متزايداً مع هذا الشاب”. 

وإختتم: “خطوة بخطوة، لا تتضح فقط شخصية آدم الاستثنائية، بل أيضاً الطريقة التي تتكون بها شبكة المجتمع السوداني في المنفى إلى جانب بعضهم البعض، وكيف تستمر القواعد الداخلية في العمل رغم وضعهم الفوضوي”.

بينما كتب رودي ديلهاي، بصحيفة كلتور بورت الألمانية: “الغُراب الذي أحبني، هذا الكتاب هو سرد مؤثر، شهادة عاطفية من شاهد عيان، وتقرير عن الوجود والعدم، عن الحياة والموت لإنسان نلتقي به من خلال القراءة، نقترب منه من خلال القراءة”.

ويُضيف: “نكتشف هنا أموراً جوهرية حول موضوع الهجرة، وبشكل أكثر تأثيراً بكثير مما يمكن للراديو والتلفزيون أن ينقلاه لنا على الرغم؛ من كل الأصوات والصور المخيفة اليومية”. 

وإختتم: “يعود ذلك أيضًا إلى اللغة التصويرية والصادقة وغير المتكلفة التي يتميز بها عبد العزيز بركة ساكن، يواجه الكاتب جميع شخصياته في السرد بتعاطف كبير، وهو تعاطف نتشاركه نحن القراء بلا تحفظٍ”. 

عبد العزيز بركة ساكن هو أحد كبار الكتاب السودانيين الذين تناولوا مرارًا وتكرارًا قضايا سياسية بحتة.  

ومنذ أشهر قليلة وعبر مجلة “ليتراتور ريفيو”، لفتت الكاتبة السودانية ليلى أبو العلا الانتباه إلى رواية ساكن “مسيح دارفور” التي صدرت عام 2012 (وترجمت إلى الألمانية عام 2021)، وذلك من أجل فهم أفضل لما يحدث حالياً في السودان التي يشهد حرباً ضروس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى