
غاب صباح اليوم الأربعاء الفنان لطفي لبيب عن الساحة إلى الأبد، بعد سنوات من العطاء الفني والوطني، ورحيل هادئ عن عمر ناهز 74 عامًا.
وتوفي الفنان لطفي لبيب إثر مضاعفات صحية استمرت لأسابيع، بحسب ما أكدته مصادر طبية من داخل المستشفى الذي قضى فيه أيامه الأخيرة.
الاسم الذي طالما ارتبط بالحضور المتزن والكاريزما الفريدة على الشاشة، ودّع الحياة بعد مشوار جمع بين الكاميرا وميدان القتال، بين نص السيناريو وصوت المدفع، في سيرة استثنائية قلما تتكرر.
وجه مألوف في مئات الأعمال
شارك لطفي لبيب في أكثر من 100 فيلم سينمائي، إلى جانب 30 مسلسلًا دراميًا، واشتهر بأداء أدوار مميزة جمعت الطابع الكوميدي بالمضمون العميق. من أشهر ظهوراته كان في فيلم “السفارة في العمارة” بدور السفير الإسرائيلي، وهو الدور الذي أضاف لأدائه بُعدًا رمزيًا لا يُنسى، وكرّس حضوره في ذاكرة الجمهور.
لم تقتصر مسيرته على الشاشة الكبيرة فقط، بل ترك بصماته أيضًا في عدد من المسلسلات البارزة مثل “صاحب السعادة” و”عفاريت عدلي علام”، إلى جانب مشاركات عديدة مع رموز الفن في مصر، بينهم عادل إمام، حسن حسني، أحمد مكي، ومحمد سعد.
من خندق القتال إلى المسرح
بعيدًا عن أضواء الكاميرا، امتدت حياة لطفي لبيب إلى مواقع لم تطأها أرجل كثير من الفنانين. فقد خدم في صفوف الجيش المصري لمدة 6 سنوات، وكان أحد المشاركين في حرب أكتوبر عام 1973، وهي التجربة التي ألهمته لاحقًا لتأليف سيناريو “الكتيبة 26″، عمل حمل ملامح من سيرته كجندي يعرف تفاصيل الميدان.
داعم دائم للجيل الجديد
عرف الوسط الفني لطفي لبيب كممثل يفتح الأبواب للوجوه الجديدة، لا يتردد في الوقوف أمام كاميرات شباب السينما والتلفزيون، وكان حريصًا على دعمهم بالنصيحة والمشاركة، مما ساعد في إطلاق مسيرة العديد منهم.
معاناة صحية ونهاية حزينة
خلال الأشهر الأخيرة، تدهورت الحالة الصحية للفنان بشكل ملحوظ. دخل في غيبوبة ناتجة عن التهاب رئوي حاد تسبّب به نزيف في الحنجرة، قبل أن يُنقل إلى العناية المركزة، حيث ظل تحت المراقبة الطبية الدقيقة حتى إعلان الوفاة فجر اليوم.
آخر ظهور فني له كان في فيلم “أنا وابن خالتي”، الذي شارك فيه رغم متاعبه الصحية، إلى جانب عدد من الفنانين منهم سيد رجب وبيومي فؤاد، في عمل لاقى اهتمامًا نقديًا وجماهيريًا.
لطفي لبيب من مواليد عام 1951، وقد التحق بكلية الآداب ثم أكمل دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية، ليمضي بعدها في مشوار فني تنوّع بين المسرح والتلفزيون والسينما، وتمكّن خلاله من تقديم شخصيات تركت انطباعًا فنيًا راسخًا لدى المتابعين.