تحالف “تأسيس” يعلن الاستعداد لخوض معركة الحرب والسلام لبناء دولة على أسس العدالة والمساواة
نيروبي - صديق الدخرى

قال القيادي بتحالف السودان التأسيسي “تأسيس” سليمان صندل إن “المؤسسة العسكرية السودانية مسؤولة بصورة مباشرة عن غياب المشروع الوطني المتوافق عليه منذ الاستقلال.
وأعلن في حديثه خلال ندوة فكرية نظمها تحالف القوى المدنية (قمم)، بالعاصمة الكينية نيروبي استعداد حكومة “تأسيس” الجديدة لخوض معركة السلام أو الحرب على حد سواء، من أجل تحرير السودان وبناء دولته الجديدة على أسس العدالة والمساواة.
وأشار إلى أن “السودان لم يعرف منذ الاستقلال مشروعاً وطنياً شاملاً، بسبب احتكار الجيش للسلاح والسلطة، ما أدى إلى تهميش الإرادة الشعبية وغياب حكم القانون، مؤكداً أن “الإسلاميين” استغلوا تلك المؤسسة لاختطاف الدولة وممارسة السلطة نيابة عن الشعب، ما أدى إلى تراكم الأزمات وانفجار الثورة المسلحة، وانتهى بفصل جنوب السودان، وفق ما وصفه بـ”نظرية الطبيب حين يفشل في العلاج ويضطر لبتر العضو المصاب”.
الفيدرالية طريق الخلاص
وأشار صندل إلى أن حركة العدل والمساواة، كانت أول من طرح نظاماً فدرالياً حقيقياً يقوم على تقسيم السودان إلى أقاليم يكون حكامها نواباً للرئيس، ضمن رؤية شاملة لإعادة بناء الدولة، ورغم أن هذا المقترح لم يُطبق حينها، إلا أنه على حد تعبيره تحول الآن إلى واقع ضمن مشروع تحالف تأسيس.
وأوضح أن هذا التحول يمثل لحظة تاريخية تعكس نضج التجربة الثورية، التي قدم فيها الشعب السوداني تضحيات هائلة، سواء في الثورات السلمية أو المسلحة.
حكومة سلام وحرب
وأكد صندل أن “تأسيس” ليست مجرد حكومة انتقالية، بل هي ما وصفه بـ”الجمهورية الثانية”، وقال: “نحن حكومة حرب وسلام في آنٍ معاً، إذا أرادت حكومة بورتسودان السلام، فنحن لها، وإن اختارت الحرب، فنحن أيضاً مستعدون لها، وسنحرر السودان بأكمله حتى نبلغ بورتسودان”.
وشدد على أن حكومة “تأسيس” لن تكون حكومة صالونات، بل ستكون “على الأرض، وسط الناس، ومعهم”، معلناً أنها ستشارك بفعالية في عملية التغيير الشامل والتحرير الوطني.
شراكة ثورية
في ذات السياق، كشف صندل عن وثيقة قديمة موقعة بين مؤسس حركة العدل والمساواة الراحل خليل إبراهيم، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، تتضمن تفاهمات حول أهمية العمل الثوري المشترك وضرورة إشراك كافة المكونات السودانية، في مشروع التغيير، مشيراً إلى أن هذه الرؤية ظلت حاضرة في توجهات الحركة حتى اللحظة.
مشروع السودان الجديد
من جانبه، قال نائب رئيس تحالف (قمم)، صالح جمعة، إن التحالف الجديد في قلب الحرب، ويضم أكثر من سبع كتل سياسية ويمتلك مكاتب في أكثر من “14” دولة، ما يجعله أحد أبرز المشاريع السياسية العابرة للحدود.
وأضاف جمعة “السودان لم يشهد نظاماً فدرالياً حقيقياً في تاريخه، بل ظلت السلطة محتكرة في المركز، ما فاقم من مشكلات التهميش، ودفع البلاد نحو الحروب والانقسامات.
واعتبر أن غياب الدستور الدائم وأزمة الهوية الوطنية من أبرز التحديات التي تواجه السودان، داعياً إلى إعادة تعريف الهوية السودانية بوصفها مزيجاً غنياً بين الانتماءين العربي والأفريقي.
معركة الحكم الرشيد
إلى ذلك، قدم الباحث والمفكر السياسي الوليد مادبو إضاءات فكرية مهمة حول مفهوم الحكم الرشيد ودوره في بناء الدولة السودانية الحديثة.
مشيراً إلى أنه وإن كان لا يدّعي الحياد تجاه مشروع “تأسيس”، إلا أنه سيظل يراقب ويقيّم أداءه بموضوعية.
ونبّه مادبو إلى أهمية الاستثمار في مراكز الدراسات والتدريب وبناء الكفاءات، بوصفها ركيزة أساسية لترسيخ مفاهيم الحكم الرشيد، وتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي.